لقاء من دون مكياج وزيف وتطبيل حول الثقافة الكوردية

لقاءات 10:11 AM - 2014-02-08
لقاء من دون مكياج وزيف وتطبيل حول الثقافة الكوردية

لقاء من دون مكياج وزيف وتطبيل حول الثقافة الكوردية

الأديب بدل رفو شاعر وإعلامي، أحب الشعر والكتابة منذ صغره ونشر الكثير من المواضيع الأدبية والفنية في العديد من الصحف والمجلات العربية والعراقية والكوردية، شارك في اغلب المهرجانات الثقافية والأدبية الكوردستانية و العراقية والعالمية.
بدل رفو من الشعراء والأدباء الكورد الذين يبذلون جهدهم من خلال كلماته ليخدم بها قضيته العادلة، وطريقة كتابته للقصيدة أعجبت الكثيرين من الكتاب العراقيين والعرب والغربيين حيث قصائد الشاعر تعبر عن الإنسانية والمعاناة التي يمر بها الإنسان من كافة النواحي وتشجع السامع والقارئ على متابعته إلى النهاية دون كلل أو ملل. كما غزارة شعره واختيار مواضيعه ونقاء مفرداته وجمال حُلة صوره التي يُلبسها قصائده الرائعة التي لاتدع مجالا للتريث عند السامع حتى يهيم في كلماتها الجذابة محل اعجاب، مثله مثل الكثيرين من الشعراء الوطنيين، وبجمال روحه ينثر على محيا أريج زهور حدائق قصائده وأشعاره.
وخلال احدى زياراته الى كوردستان التقيت به وكان هذا الحوار:
* في بداية الحوار نرحب بك وبماذا تريد أن نصفك وبأي خانة تصنف نفسك بالمبدع أولاً أو الأديب أو الشاعر أو الكاتب ؟
لك الحرية بأي صفة تصفني فالمبدع هو الإنسان الذي يخلق شيئا جديدا، المبدع هو ذلك الصياد الذي يكون الأول في مسيرته والذين يتبعون خطواته ليس هم المبدعون فهم لم يخلقوا شيئا جديدا وبالنسبة الى الشعر هو الإحساس بالحبيبة والوطن والإنسانية والإنسان وهذه الصفات كلها لها الانتماء الى الروح مع الإحساس حينها يولد الشاعر والكاتب .
تقدر إن تقول هناك صفتان للكاتب: الأول الكاتب الصحفي والثاني الكاتب الأديب وإنا ككاتب صحفي اكتب تقاريري الصحفية من الأماكن التي أزورها في المتاحف وككاتب أديب رحال اكتب عن متاحف العالم والتاريخ العالمي، الصفة التي لها تأثيرا علي وهي إن انقل الجمال إلى الأخر جمال الروح، جمال القوم، والأدب والكورد إلى الجانب الأخر هذه لها تأثيرا على حياتي .
* ماهي الحوافز التي جاءت بك إلى عالم الإبداع؟
الدوافع التي قادتني إلى الكتابة تعود إلى نهاية السبعينيات أو بداية الثمانينيات حين اتجهت صوب بغداد لدراسة الأدب الروسي وقتها رأيت بانه من الواجب علي إن اعرف شعراء منطقتي بهدينان إلى الإخوة العرب والأخر وكانت هذه بداية الطريق لي في الترجمة واني افتخر جدا حين بدأت بالنشر في مجلة الثقافة حينها كان يترأسها الدكتور صلاح خالص وغدت لي نقطة التحول في مسيرتي في عالم الترجمة وإما الشيء الأخر تشجيع اساتذتي لي وهم الدكتور ضياء نافع والدكتورة حياة شرارة والدكتور جليل كمال الدين، فقد كانوا يشجعونني ولحد ألان  لي صداقة طويلة مع د. ضياء نافع وهو ألان رئيس معهد اللغات الروسية العراقية في موسكو .هولا ء الأشخاص  غيروا مسيرة حياتي في عالم الترجمة والأدب والإبداع وإما في مجال الشعر فمسيرتي مع الشعر انطلقت من أزقة الموصل القديمة من عبق الأشوريين وعوالمهم، انطلقت من أولى قصص حبي تحت ظلال قلعة باشطابيا، انطلقت في غابات الموصل ونقطة التحول في الشعر عندي كانت أيضا في بغداد لاني كنت اكتب باللغة العربية وحين اتجهت إلى بغداد كان الحس القومي عندي كبيرا جدا وترعرعت في أزقة الموصل ولذلك تحولت من الكتابة باللغة العربية إلى اللغة الكوردية واتخذت من اللغة العربية أيضا اساسا لترجمة اعمال الأدباء والشعراء والفنانين واللقاءات الصحفية.
* كيف تنظر إلى واقع القصيدة الكردية ؟
 إني أرى بعض إعمال الشعراء والكتاب الشباب تفوح منها رائحة العالمية، القصيدة أراها يجب إن تتخطى حدود المدينة الصغيرة فالعالم يتطور والشعر يتطور للأسف ما زال هناك لحد هذه أللحظة بعض الشعراء يتباهون بماضيهم والبعض يتصور بان الشعر قد أنتهى . القصيدة الكوردية في تطور مستمر وهذا ما لاحظته عند الشعراء الشباب مع الأسف هناك بعض الشعراء الذين مرعلى تجربتهم أكثر من ثلاث عقود ينظرون إلى الشعراء الشباب بعين مختلفة فالزمن يدور ويدور وقد ترجمت لهم مجموعة من الاشعار (مواويل الشتاء) رأيت فيهم  الشعر العالمي وهذا ما يشجعني ان اقول بإن الشعر الكوردي بخير وعلى القصيدة إن تواكب الوجع الإنساني العالمي والثورات لان القصيدة هي واقع العالم الإنساني كلها، لا تكتب القصيدة لأجل مجموعة من الناس ولا لمدينة صغيرة و لا تعبر عن مأساة إنسان واحد بل عن الإنسانية .
*  كيف تقيم الوضعية الثقافية في العراق في ظل الصراعات السياسية القائمة ؟
الوضع الثقافي في العراق للأسف عندنا وزارة الثقافة العراقية بحاجة إلى الثقافة لان الثقافة يجب إن تكون بأياد مستقلة أي تستطيع إن تبدع فما لاحظته في وزارة الثقافة بأنها بأياد سياسية كما هو معروف بالمحاصصة وهذه المشاكل تؤثر على واقع الثقافة في العراق وعلى سبيل المثال لي كتاب في بغداد منذ خمس أعوام ولحد ألان لم يصدر وقد كان ضمن برنامج بغداد عاصمة الثقافة العربية إني أرى بان  الأدباء والشعراء والفنانين إلذين هم خارج الوطن منسيون والمنتمون إلى الأحزاب هم الذين مدعون إلى العراق ومهرجاناتهم وعلينا إن لاننسى الأدباء الحقيقيين هم الذين يمثلون هوية وطنهم.
* لاشك أنك تهتم وتشدّ على أيدي مبتدئي الكتابة باللغة الأم ما هي الخصائص التي يجب توفرها في صناعة جيل قادم يتقن اللغة الأم ؟
الجيل القادم قبل إن يتقن لغة إلام اقصد الكتاب والأدباء على الكاتب إن يكون مثقفا والأديب إن يكون له خلفية ثقافية وكذلك الشاعر أيضا مع الأسف حين تم إلغاء وتهميش اللغة العربية في الإقليم لم تستطيع المكتبة الكوردية بان تملئ فراغ اللغة العربية ولذلك نرى مستوى الطلبة متدني وعلينا إن نعشق كل اللغات أكيد بان اللغة إلام هي اللغة الأولى ولكن علينا ان لا نتشبث فقط باللغة إلام و ننسى اللغات الأخرى ونحن حسب موقعنا الجغرافي نقع بين الترك والفرس والعرب لذلك من الضروري إن نتعلم اللغات. مع الأسف ليس هناك اهتمام لذلك الاديب الذي يبرز صورة بلاده وشعبه للشعوب والعالم بقدر اهتمام الاحزاب والحكومة بابراز دعاية للاحزاب والحكومة وعلى سبيل المثال حين تنظم المهرجانات  فالمقيمين على المهرجانات يدعون بعض النقاد من اجل إن يكتبون عنهم وهولاء النقاد ليس من اجل عيون ذلك الأديب الكوردي بل من اجل مصالحهم الشخصية والتمتع بليالي دهوك واربيل والسليمانية والهدوء الذي يتلقونه ولذلك أرى بان هناك نفاق كبير بين الأدباء والمهرجانات  .
* قرأت لك كتابات نقدية حول ظاهرة السرقة الأدبية برأيك ما مدى خطورة ذلك وهل نالت اهتمام القارئ ؟
إنا اكتب لمجلة صوت الأخر والتاخي وقررت بان اكتب الأشياء التي حول النمسا، لان النمسا هي معروفة لدى الشرق من خلال ليال الأنس في فيننا وموزارت وأوبك والأمم المتحدة، قررت بان انقل إلى القارى ما لم يتم نقله الى اللغة العربية، قررت إن اكتب عن متاحف النمسا في الأقاليم الأخرى، عن بحيرات النمسا والجبال وما لم يراه الشرق وهذه المواد بعد إن تنشر انشرها في مواقع الانترنيت، لكن! للأسف ما لاحظته من بعض المجلات العربية والصحف العربية مثل عكاظ والبناء وحتى جريدة العدالة العراقية وصحف في لبنان وفي قطر وحتى وزارة الثقافة القطرية قد سرقت موادي وحينها اتصلت بالسفارة القطرية في فيننا قالوا لي لن نستطيع إن نفعل لك شيئا، إنا لا انظر بان هناك من هو أفضل مني ولا أرى بان هناك احد أسوء مني ولا أرى بان هناك اصغر مني ولا اكبر مني وعلينا إن نكون متساوون .
* ما يكتبه الأدباء الكورد بلغات أخرى كالتركية والعربية والفارسية هل يمكن اعتباره أدبا كرديا أيضاً كما يقول البعض ؟
حين نكتب نحن الأدباء الكورد باللغات الأخرى مثلا اللغة الهولندية وألالمانية والفارسية إن كان كان ما نكتبه يعبر عن مأساة شعبنا وثقافة بلادنا وعادات وتقاليد المجتمع فهذا يعد أدبا كورديا حقيقيا .. للأسف كان هناك ملتقى ثقافي للترجمة في اربيل وحسب الشهادات والوثائق فالكثير يعتبروني من رواد الترجمة في منطقة بهدينان والأستاذ جلال زنكابادي في منطقة سوران ونحن الاثنان لم نكون مدعون الى هذا الملتقى وهذا يعني باننا في حالة فساد كبيرة في الوسط الثقافي وفي دوائر التهميش والاقصاء في سبيل ارضاء النفوس الضعيفة على حساب الوطن والثقافة الكوردية، حركة الترجمة في كوردستان وخاصة في منطقة بهدينان ضعيفة جدا وفي أياد غير أمينة وهناك أناس ومؤسسات الثقافية بأياد غير امينة وقد تم تعيينهم على اساس العلاقات والاحزاب ولا يهم أي ثقافة ونطالب من الجهات المعنية بالمتابعة والاهتمام بها. حين يبدع الإنسان تقف وتساندها المؤسسات الثقافية والجمعيات الثقافية لكن في كوردستان حين يرون أديبا أو مبدعا يبدون بمهاجمته و قتل إبداعه ربما يوجرون كاتبا منبوذاً أخر من اجل التشهير به .
* ممكن تعدد لنا أعمالك المنشورة ؟
1 - ومضات جبلية من الشعر الكوردي المعاصر عن وزارة الثقافة والإعلام في العراق عام 1989.
2- أغنية الباز ـ قصائد كوردية مترجمة ـ دهوك 2001.
3- رسول حمزاتوف وطالما تدور الأرض بمشاركة الأستاذ خيري هزار مزوري ـ دهوك 2001.
4-  أنطولوجيا شعراء النمسا باللغة العربية، ترجمة عن الألمانية ـ دار الزمان السورية ـ دمشق 2008.
5- أنطولوجيا شعراء النمسا باللغة الكوردية ـ مؤسسة سبيريز للطبع والنشرـ دهوك ـ كوردستان العراق 2008.
6-  وطن اسمه آفيفان ـ قصائد كوردية مترجمة ـ سندباد للنشر 2009.
7-  آفيفان ـ قصائد للشاعر الكوردي عبدالرحمن مزوري ـ ترجمة ـ دار سردم للنشر في السليمانية- كوردستان العراق 2009.
8-  قصائد حب نمساوية باللغة العربية، ترجمة عن الالمانية ـ دار الزمان السورية ـ دمشق 2010.
9- دم الصنوبر. قصائد للشاعر بدرخان السندي .ترجمة .عن منشورات اتحاد الأدباء الكورد ـــ فرع دهوك- كوردستان العراق.2010.
10-  قصائد حب كوردية . ترجمة عن الكوردية،على هامش المهرجان التكريمي في دهوك .مطبعة خاني 2010 دهوك - كوردستان العراق.
11-  الوطن الأبيض (قصائد من النمسا) ترجمة عن الألمانية، باللغة الكوردية - دهوك ـ كوردستان العراق 2011.
12-  مواويل الشتاء.. أصوات شعرية من كوردستان ـ ترجمة عن الكوردية، باللغة العربية - دهوك ـ إصدارات جمعية الشعراء الشباب في دهوك 2011.
13-  الشهد والثلج ــ انتلوجيا لشعراء كورد \دار الثقافة والنشر الكوردية في بغداد 2013.
* هل من كلمة أخيرة في نهاية هذا الحوار ؟
أتمنى إن نكون مرآة صادقة للأدب الكوردي و للإنسان الكوردي و للتعايش السلمي ما بين جميع المكونات منها الدينية والقومية ونعكس الوجع الكوردي ونبين طبيعة الإنسان الكوردي الحقيقي للجانب الاخر .
أجرى الحوار-  كاوة عيدو الختاري
PUKmedia
 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket