عيدو بابا شيخ..الانسان الخلوق والكاتب الجريء

ا.و.ك‌‌‌‌ 10:01 PM - 2021-01-06
عيدو بابا شيخ..الانسان الخلوق والكاتب الجريء

عيدو بابا شيخ..الانسان الخلوق والكاتب الجريء

في دهوك وفي اعلام  تنظيمات دهوك للاتحاد الوطني الكردستاني التقيت للمرة الاولى بالكاتب الصحفي الراحل عيدو باباشيخ   في اواخر عام  1991  و قد جاء من شيخان التي كانت تحت سيطرة الحكومة العراقية ان ذاك  وكما قال لي لاحقا فانه كان متحفظا في التعامل معي لاسباب لم يذكرها الا انه غير موقفه  بعد ان علم اني من كركوك وبدا اكثر ودية في التعامل معي . ومن هناك بدات صداقتنا التي استمرت لأكثر من ربع قرن  تخللتها الكثير من الاحداث التي شاءت ان لا نتواصل لفترة حيث سافر هو بعد  31 اب عام 1996 الى المانيا وانا الى السليمانية  , كنت اعرف انه سليل عائلة كردية ايزيدية اصيلة لها مكانتها الدينية والاجتماعية في كردستان والمنطقة وهو شقيق  الشهيد القيادي حسين بابا شيخ الذي استشهد في كارثة هكاري  . ومعروف عن هذه العائلة الدينية  تمسكها الشديد بالروح القومية الكردية والكردستانية والذي انعكس ايجابا على مسيرة وحياة عيدو بابة شيخ الذي يقول في احدى كتاباته  ( الى اخي حسين بمناسبة استشهاده في 9-7-1978)  لا زلت اتذكر  كيف كنت تعاتبني  وتقول لي  لماذا لا تاتي الى المقر  لتطالع الصحف والمجلات الكردية  ولا انسى حين دخل اكثر مرافقيك المطعم وانا دخلت المكتبة المتواضعة  تابعتني مشجعا على شراء ما اريد بعكس ماكان يتصور الاخرون ) .وهكذا  ترعرع في بيئة سياسية منذ الصغر والتحق بالثورة الكردية عام 1974 حصل على بكالوريوس قانون  بجامعة بغداد في عام 1980  .

اسسن  الراحل عيدو بابا شيخ ومجموعة من الشباب وانا معهم صحيفة الاتحاد بدهوك وصدر عشرة اعداد منها وتوقفت بقرار من الاعلام المركزي الذي اصدر صحيفة تحمل نفس الاسم في اربيل لتكون الصحيفة المركزية للاتحاد الوطني الكردستاني  .

كان لعيدو بابا شيخ رحمه الله علاقات واسعة وعلى مستويات عدة محلية واقليمية اذ ان الكثير من الباحثين والمؤرخين الاجانب المهتمين بشؤون الايزيدية يزورونه ويستمعون اليه بخصوص وضع الايزيديين وساعده في ذلك معرفته باللغة الانكليزية.   وكثيرا ما كان يسافر معهم الى لالش والاماكن الدينية المقدسة من اجل تسهيل مهامهم .

الضوء الاخر في مسيرة عمل فقيدنا عيدو بابا شيخ كان استلام ادارة مكتب صحيفتي كردستاني نوي  والاتحاد في دهوك والذي استطاع بحق من خلال علاقاته الواسعة تشجيع الكتاب الكورد في بهدينان للكتابة في تلك الصحيفتين وزيادة مساحة اللهجة الكرمانجية في كوردستانى نوي كما ساهم في صدور صحيفة سرهلدان .

مرحلة اخرى من حياة المرحوم عيدو بابا شيخ تبدا عند انتخابه عضوا في برلمان كردستان الدورة الاولى وعند بدء الأقتتال الداخلي عام 1994 انتقلت الى اربيل  لاتواصل معه من جديد حيث بدأت العمل بمركز صحيفة الاتحاد وكان هو من ساعدني بالعودة للعمل بالصحيفة من جديد .

كلام صريح كانت زاوية نصف شهرية للكاتب عيدو بابا شيخ في صحيفة الاتحاد نشر من خلالها الكثير من القضايا الوطنية والاجتماعية والتاريخية كما كام مدافعا عن كردية الايزيدين باعتبارهم كورد اصلاء ازاء بعض الدعوات من المنتفعين الذين ارادوا ابعاد الايزيدين عن ابناء جلدتهم. كما اظهر بابا شيخ انتمائه الكردستاني  بأمتياز من خلال كناباته عن مناضلي الاجزاء الاخرى من كردستان امثال الشهداء شرفكندي وموسى عنتر .

الحديث عن صديقي  عيدو بابا شيخ يطول ويطول فمهما قلت بحق هذا الانسان الباسم دوما لا يمكن ان يرتقي الى مستوى روحه الشفافة والواقعية الى درجات كبيرة فعند الانتكاسات  رايته يقول الافضل ان نتقبل شيئا من الخسارة افضل من ان نخسر كل شيء وكان صوفيا مخلصا لمام جلال ودرويشا لمباديء الاتحاد الوطني الكردستاني رغم انه كان  ينتقد في كتاباته الاوضاع السائدة انذاك والثراء الفاحش السريع  لبعض المسئولين في عموم كردستان .

كتب العديد من المقالات والبحوث باللغتين الكردية والعربية كما ترجم من  الانكليزية مقالات وبحوث تاريخية. و   ترجمعت بعض كتاباته الى الانكليزية والالمانية والروسية  

 

وفي سطور

نبذة مختصرة عن عيدو بابا شيخ

ولد عام 1955 في قضاء شيخان بمحافظة نينوى من عائلة كردية ايزيدية دينية وطنية معروفة

التحق عام 1974 بالثورة اكردية

حصل على بكالوريوس القانون عام 1980 من جامعة بغداد كلية القانون والسياسة

عضة اللجنة المؤسسة لمركز لالش الثقافي

عمل فترة كناشط في مجال حقوق الانسان

 

 

 

سوران الداودي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket