معايشة كوفيد-19 في السليمانية

الاراء 05:14 PM - 2020-04-02
د. صلاح عزيز

د. صلاح عزيز

 

في هذا الصباح، ذکرت الصفحة الرئيسية لمنظمة الصحة العالمية بأن عدد المصابين بفيروس کورونا المستجد (کوفيد-19) بلغ 638,146 شخصا، والمتوفين 30,039 في 203 دولة وأقليم. ووردت التقارير الاقتصادية الصادرة من قسم التجارة والتطور التابع لمنظمة الأمم المتحدة في منتصف شهر أذار بأن الخسائر المالية المتوقعة ستصل الى أکثر من ترليون (1,000,000,000,000 ) دولار. هذه الاخبارالحزينة أصبحنا نتابعها يوميا على شاشات التلفاز وعبرشبکات الأنترنيت، ونأسف للقصص المأساوية وبالذات في البلدان ذوي الضحايا الکثيرة، والحزن يکون أکبر إذا کان السبب الرئيسي هو إهمال حکوماتها.

كنت أخطط أن أکون خارج کوردستان بعد أعياد نوروز، الا إن إلغاء الرحلات من كوردستان أدى الى معايشتي لهذه المحنة في السليمانية. حتى کتابة هذا المقال بلغ عدد المصابين بکوفيد-19 في أقليم کوردستان 142 مع حالتي وفاة؛ وهي نسبة قليلة جدا مقارنة بدول الجوار(أيران وترکيا)، وباقي أنحاء العراق. في هذه المقالة أنقل بعض ملاحظاتي التي تجمعت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

الالتزام بقرارات الحكومة: استطاعت وسائل الاعلام والقرارات الصادرة من وزارتي الصحة والداخلية في إقليم کوردستان أن تدفع الناس الى الالتزام بقرار حضر التنقل، وتقليل اللقاءات الاجتماعية، والتجمع في المطاعم والمقاهي بداية شهر آذار. يجب الإشادة بدور قوات الامن في فرض قرارات منع التجول في الشوارع والتنقل بين المدن. كذلك يجب الإشادة بوعي عدد کبير من الشباب الذين أستطاعوا الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي ليوصلوا التعليمات والارشادات الصادرة من الجهات المهتمة الى عوائلهم ويلتزموا بها. هذا لم يمنع وجود استثناءات، کقيام بعض المهربين بأدخال أشخاص من أيران الى السليمانية أو من المناطق الجنوبية الى أربيل، أو عدم إفصاح بعض المسافرين عن حالتهم بعد رجوعهم الى مدنهم. لکن بشکل عام، التزام الناس بالعزل الاجتماعي‌ أنقذهم من الإصابة بالمرض بشکل کبير.

الأداء الحكومي: ظهر واضحا قدرة حکومة أقليم كوردستان على أتخاذ القرارات المناسبة لإنهاء الدوام الرسمي في الدوائر الرسمية والأهلية. ولحسن حظ الحکومة لم تحتاج الى توفير دواء للمرض وأستلمت من الحکومة العراقية رواتب الموظفين في الاقليم. ألا أن الفقراء والمساکين والذين يعتمد قوت يومهم على العمل اليومي، فلم تستطيع الحکومة مساعدتهم.

الحاجة الى حكومة فعالة: ماذا کان يحصل، لو أنتشر الوباء بين الناس بکثرة کما حصل في الجارة أيران؟ من الواضح أن الحكومة الحالية لا تستطيع أن تکون فعالة في حالة حصول الکوارث الطبيعية کالزلازل؛ أو أنتشارالأمراض المعدية التي تحتاج الى طبابة ودواء؛ أو تهديد خارجي کداعش. بناء على ذلك، لابد من تشکيل حكومة فعالة والقيام بهذه الخطوات:

. أيجاد هيئة وطنية لإدارة الکوارث في حالة حصولها، تکون مسؤولة عن الاشراف وأدارة کافة القدرات الوطنية للمحافظة على أرواح الناس والممتلكات الوطنية. تقوم الهيئة بالتخطيط ووضع احتمالات لعدة أنواع من الکوراث وتفعيلها عند حصولها.

. حفظ نسبة من الميزانية السنوية للإقليم لمواجهة الکوارث نظرا لإنها تحصل بدون سابق أنذار.

وأختتم هذه المقالة بالتذکير بأن نتائج توقيف الخدمات العامة، والتعليم، وعدم مساعدة العمال في القطاع الخاص قد يکون أکثر ضررا على المجتمع من الخسائر التي تسببها الكارثة؛ لذلك على الحکومة أن لا توقف الخدمات العامة من أجل مواجهة کارثة طارئة.

د. صلاح عزيز

 

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket