آثار عفرين تطالب المجتمع الدولي بتفعيل قراراته

آثار عفرين تطالب المجتمع الدولي بتفعيل قراراته

اصدرت مديرية الاثار في مقاطعة عفرين بيانا بمناسبة الذكرى الثانيى لاحتلال عفرين، داعية مجلس الأمن والمنظمات الأممية ذات الصلة ( اليونسكو ) بتفعيل قراراتها واتفاقياتها ومواثيقها التي تركيا قامت بالتوقيع عليها و إيقاف الانتهاكات التي تحصل بحق المواقع الأثرية.

فيما يلي نص البيان الذي تلقى PUKmedia نسخة منه:

 "مضى عامان على احتلال منطقة عفرين السورية وسلطات الاحتلال التركي والفصائل الموالية له مستمرة في ارتكاب أبشع أنواع الجرائم بحق السكان الأصليين لمنطقة عفرين وممتلكاتهم الخاصة والعامة حيث تعمد الاحتلال إلى ضرب التراث الثقافي والحضاري المتراكم عبر تخريب وتدمير المواقع والتلال الأثرية التي تعود إلى ثقافات وعصور مختلفة وخلال عامين من الاحتلال والتنكيل لم يبقى موقعٌ أو تلٌ أثري إلا وقاموا بتدميره وتخريبه مستخدمين في ذلك الأليات الثقيلة لتحقيق أكبر قدرٍ ممكن من التخريب بإشراف مباشر من سلطات الاحتلال التركي وامام مرأى ومسمع المجتمع الدولي ، و رغم مناشداتنا العديدة للمؤسسات الأممية بالتدخل لإيقاف الانتهاكات على التراث الثقافي و الحضاري والتي قمنا بتوثيقها بالصور ومقاطع الفيديو والكثير من هذه المواقع الأثرية مصنفة كمواقع عالمية كبراد وعين دارة وسيروس ( النبي هوري ) وكهف الدودرية  و الإحصائية التي بين أيدينا تشير إلى تخريب وتدمير وسرقة 28 موقع وتل أثري ومستودع و أكثر من 15 موقع ديني لمختلف المذاهب و الأديان موثق بالصور والفيديو و المعلومات إضافةً إلى معلومات تشير إلى تخريب أكثر من ثلاثين موقعاً بحسب الشهادات من داخل منطقة عفرين المحتلة دون حصولنا على الوثائق البصرية التي تثبت تعرضها للتخريب 

إن ما تفعله سلطات الاحتلال التركي و الفصائل الموالية له من جرائم وانتهاكات ترقى إلى جرائم الحرب بحسب التعريف الوارد في القوانين والمواثيق الدولية التي قامت تركيا بالموافقة عليها كاتفاقية لاهاي عام  ( 1954 ) وبروتوكوليها المعتمدين عام ( 1991 – 1999 ) واليونسكو ( 1970 ) و ( 1972 ) كما شدد البروتوكول الأول الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1977 على حماية الممتلكات الثقافية والتي نصت في المادة ( 53 ) على أنه تحظر ارتكاب أي من الأعمال العدائية الموجهة ضد الأثار التاريخية أو الأعمال الفنية أو أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي والروحي للشعوب كما اعتبرت المادة ( 56 ) شن الهجمات بغرض تدمير الأثار التاريخية انتهاكاً جسيماً لأحكام البروتوكول وجاء البروتوكول الثاني من نفس الاتفاقية في المادة ( 16 ) التي تنص على حماية الممتلكات الثقافية في حال نشوب النزاعات ذات الطابع الغير دولي إضافة إلى قرارات الصادرة عن مجلس الأمن ذو الرقم ( 2139 ) لعام 2014 الذي دعا جميع الأطراف إلى إنقاذ التنوع الثري للمجتمع السوري وتراث سوريا الثقافي واتخاذ الخطوات المناسبة لحماية مواقع التراث العالمي في سوريا وقرار مجلس الأمن ذو الرقم ( 2199 ) لعام 2015 الذي ينص على حظر الاتجار بالممتلكات الثقافية في العراق وسوريا والقرار ذو الرقم ( 2347 ) الذي صدر واتخذ بإجماع أعضاء مجلس الأمن عام 2017 والمعني بحماية التراث الإنساني .

أمام هذا الواقع المرير فإننا في مديرية الأثار نناشد مجلس الأمن والمنظمات الأممية ذات الصلة (اليونسكو ) بتفعيل قراراتها واتفاقياتها ومواثيقها التي تركيا قامت بالتوقيع عليها و إيقاف الانتهاكات التي تحصل بحق المواقع الأثرية حتى هذه اللحظة وملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم التي تندرج تحت مسمى جرائم حرب باعتبار هذه المواقع هي ملك للبشرية ككل وليست حكراً على منطقة عفرين والضغط على الدولة التركية لسحب قواتها والفصائل الموالية لها والتي أثبتت بالأدلة الدامغة بعدها عن الحضارة والتمدن وقامت بتحويل منطقة آمنة إلى بؤرة توتر يخشى الإنسان العيش فيها رغم انتهاء المعارك داخلها آملين أن يلقى بياننا هذا آذاناً صاغية وعقلاً منفتحاً على السلام عاشت عفرين أرض الحضارات   

الخزي والعار لأعداء السلام والتنوع الثقافي".

PUKmedia